Unpublished Translation

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

تلميذتان ألمانيتان تتحدثان عن التعامل مع الموروث النازي

قريباً... سينقصنا شهود العصر


نَويَز دويتشلاند (ألمانيا الجديدة)

ترجمة: جواد الساعدي


العهد النازي، الحرب والإبادة (الهولوكوست) هي من المكونات الرئيسية للتعليم في المدارس الألمانية. ولكن بعد ستين عاماً على نهاية تلك الفترة يكاد الجيل الذي عاشها يختفي، وأصبح من شهدوا الحرب ويستطيعون ان يرووا للأجيال المعاصرة عن فظائعها قلّة قليلة. طلاب إحدى الثانويات في "فايمار" سنحت لهم مؤخراً فرصة نادرة للتحدث مع شاهد عيان من أوكرانيا، كان خلال الحرب سجيناً في معتقل "بوخنفالد" الألماني. "أندرياس شوج" سأل فريدريكا- لويزا كيلله (17 عاماً) ولورا كيمبن (16 عاماً) عن إنطباعاتهما:

س: ماذا تعني لكما إستضافة سجين سابق في معتقل "بوخنفالد" النازي؟

لورا: الحديث معه أثارني جداً، لأنني أشعر برباط شديد مع بوخنفالد.

س: الى أي مدى؟

لورا: في السادسة من عمري كنت للمرة الأولى في بوخنفالد. منذ ذلك الحين وأنا طفلة صغيرة كانت أمي تأخذني معها لأنها كانت تريدني أن أعرف باكراً ما حصل هناك. هذه الأمور لا يجب إخفاءها. لدينا صديقة في أميركا وضعت كتباً عن المعتقلات النازية وكنا نساعدها دائماً في بحوثها، موضوع المعتقلات بالنسبة لي حاضر بشكل دائم.
فريدريكا: في "نوردهاوسن"، حيث نشأنا، يوجد معتقل فرعي هومنشأة "دروا" لصناعة الأسلحة التي كان يعمل فيها معتقلون من بوخنفالد. وعندما ينحدر المرء من مكان كهذا فانه يشعر بمسؤولية كبيرة ويعمل من أجل أن لا يتكرر ما حدث على الإطلاق.
عندما أتعرض للسؤال خارج البلاد وأقول: أنا من "نوردهاوسن" فإن الكثيرين لا يعرفون عن هذه المدينة سوى وجود معسكر الإعتقال فيها. عند زيارتي الأولى للمتحف اليهودي في برلين أصبت بصدمة. عندما رأيت إسم "دورا" بين أسماء المعتقلات شعرت أن جميع الزوار يعرفون بأنني من "نوردهاوسن".

س: هل تشعر أي منكما بأنها مذنبة لأنها تنحدر من ذلك المكان؟

لورا: أنا لا أشعر بالذنب ولكنني أشعر بالخجل وأريد أن أحصل على معلومات أكثر عن المعتقل برغم أن جميع المعتقلين الذين كانوا هناك قد ماتوا، أريد أن أشرح ذلك لأطفالي وللناس الآخرين وأحفظ كل شيء في الذاكرة.
فريدريكا: لا نستطيع أن نفعل شيئاً حيال ما جرى قبل ستين عاماً، ولكننا نستطيع المساهمة في جعل الناس أكثر وعياً وشعوراً بالظواهر السيئة المتطرفة، مثل التحريض العنصري.

س: في السنوات العشرة القادمة سيختفي كل شهود العصر تقريباً، هل تشعران بخسارة؟

فريدريكا: سنخسر عنصر الإثارة الذي يضفيه شخص ممن عاشوا الحدث وهو يحدثنا مباشرة. إن ذلك يدفع من لم يعوا الحدث الى التفكير الدقيق أو الإدراك والمعرفة. إن فقدان ذلك شيء سيىء.

س: هل لديكما تصور ما عن الطريقة التي ستنقلون بها ما في الذاكرة الى أطفالكما؟

لورا: ربما من خلال عرض الصور والكتب التي تصف حياة الأفراد أو من خلال الشرح والرواية الشفهية.
فريدريكا: لا أعرف كم يستطيع المرء أن يشرح لطفل صغير، ذلك ينهكني. أعتقد أن طفلاً بعمر ثماني أو تسع سنوات لا يفهم الكثير من الأمر. يجب أن نحاول التوضيح لماذا كان بإمكان كل ذلك أن يحدث، ولكن في كل الأحوال فانه عصي على الفهم كيف أن أمّةً كاملةً تساهم في ذلك وتغض عنه النظر. المسألة الرئيسية هي كيف نثير إهتمام الأطفال للذهاب معنا الى النصب والمواقع التذكارية ونجعلهم يرغبون بمشاهدة كل شيء.

س: هل كان جيداً أنكما منذ الطفولة تعرفتما إلى ما كان يحدث في معسكرات الإعتقال؟

لورا: نعم، في كل الأحوال، نحن في "نوردهاوسن" نزور "دورا" بشكل دائم. في الصف العاشر نزور "بوخنفالد". أنا أجد ذلك متأخراً.
عندما يرى المرء أحياناً بعض الشباب هناك وهم يتجولون بأحذيتهم "العسكرية" ويوضح لهم ان "بوخنفالد" ليس كذبة وليس إفتراءً او إختلاقا لا يفهمون ولا يريدون أن يفهموا ذلك، لأن آراءهم مسمّرة.

س: في الوقت الراهن تجري المناقشة حول كيفية الإستمرار في ممارسة منهج إحياء الذاكرة. لو خططتما على سبيل الإفتراض لمعرض حول المعتقلات، ما هي أهم الأشياء التي تفكران في عرضها؟

فريدريكا: الفترة الزمنية لا ينبغي أن تقتصر على العهد النازي، إنما يجب إلقاء الضوء على منبع الفكرة الذي يعود إلى الحرب البويرية. ثم يجب أن نحاول تصوير الحياة اليومية داخل المعتقلات وعرضها قدر الإمكان بشكل مفصّل ومجسّم.
بالأرقام وحدها لا يستطيع الإنسان ان يكوّن فكرة عن الموضوع. عرض صور من المعسكرات أمرٌ ذو تأثير جيد، كما أنه بإمكاننا الإشارة الى كتاب "قائمة شندلر" والفيلم المأخوذ عنه، إنهما برأيي كتاب وفيلم جيدان جداً. القصة تثيرني لأنها توضح شيئاً مختلفاً، إيجابياً من زمن الحرب.

س: البعض يقترح بأن الأماكن الحقيقية ينبغي أن تتراجع في أهميتها خلف النُصب والمواقع التذكارية، خصوصاً في برلين، ما رأيكما في ذلك؟

فريدريكا: النُصب والمواقع التذكارية المركزية شيء مهم، ولكن علينا ان لانهمل أيّ مكان حقيقي. كل الأشياء التي ما زالت سليمة وفي حالة جيدة ينبغي الإستفادة منها. زيارة الأماكن الحقيقية أكثر تأثيراً من زيارة النصب والمواقع التذكارية.
لورا:... حيث المرء لا يرى إلاّ صوراً تشير الى كيف كان ذلك.


 

 

 

 

Home  
About him  
Deklaration  
Translation  
Articles
Poetry  
Drama  
News  
Contact  
   
   
 

 

 

 

 

 
 

Copyright©2009-2022 all rights reserved. Designed and created by Jawad El-Saidi