|
|
أفضل شيء في الحياة هو السعي الى
هدف نبيل
نَويَز دويتشلاند (ألمانيا الجديدة)
حوار: رالف كلنغسيك ترجمة: جواد الساعدي
عمل
ستيفان هيسل سنوات طويلة في الأمم المتحدة، كان دبلوماسياً
ثم سفيراً لفرنسا. ستيفان هو إبن الكاتب الألماني فرانز
هيسل، نشأ في المنفى الفرنسي، حارب كضابط خلال الحرب من
أجل فرنسا الحرّة، ألقي القبض عليه أثناء مهمة سرية وحكم
عليه بالإعدام، نقل الى معتقل "بوخنفالد" ثم الى معتقل
"دورا" ونجا بأعجوبة، مراسلنا رالف كلنغسيك تحدث في باريس
الى السفير الذي يبلغ من العمر الآن 87 عاماً.
س:
أين ومتى شهدت التحرير ونهاية الحرب؟
ج: منذ آب
1944 كنت في معسكرات الإعتقال. حُكِمَ عليّ بالإعدام ولم
أستطع النجاة إلاّ بانتحال هوية أحد الفرنسيين الذي مات
بالتيفوئيد وأحرقت جثته فيما بعد –مع بطاقة هويتي- في
محرقة جثث الموتى، هكذا أصبحت شخصاً آخر، وهذا الآخر أرسل
الى معسكر جديد. هناك تمكنت من الهرب، ولكن بعد ساعات ألقي
عليّ القبض فأرسلت الى معسكر "دورا" لكنني لم أعمل في
النفق بل أجبرت على العمل مع فريق العقوبات في دفن الموتى.
في الخامس من نيسان 1945 تم إجلاء المعسكر، قسم منه بواسطة
القطارات والقسم الآخر بواسطة مسيرات الموت، وذلك إلى
برغن- بلسن- في الطريق وفي 7 نيسان قفزت من القطار،في
الثاني عشر من ذات الشهر عثرت على الأمريكان فبقيت عندهم
بعض الوقت ثمّ أرسلوني بطائرة الى فرنسا. في السادس من
أيار هبطت الطائرة في "أميون" وفي الثامن منه وصلت الى
باريس بالقطار وبعد الظهر تماماً كنت مع زوجتي وأصدقائي،
ما جرى في معسكر الإعتقال في الأيام الأخيرة عرفته فيما
بعد. الزملاء الذين بقوا في القطار وصلوا الى برغن- بلسن
وهناك مات منهم الكثير جداً.
س: ذات مرة قلت أنك
فقط بالتضامن استطعت تجاوز ظروف الإعتقال والنجاة منه، كيف
ذلك؟
ج: لقد كنا 37 رجلاً من باريس، جميعنا من
المقاومة. أرسلنا الغستابو الى "بوخنفالد". بعد وصولنا
بفترة قصيرة جداً شنقوا منا 16. نحن الذين بقينا، أدركنا
بأن ذات المصير ينتظرنا فصرنا نبحث عن المساعدة من
الشيوعيين الألمان والفرنسيين. لكنهم قالوا لنا: "للأسف لا
نستطيع أن نفعل من أجلكم شيئاً، لدينا رفاقنا" بعد ذلك
التقينا بـ "اويغن كوغون" الذي أصدر فيما بعد كتابه "دولة
الـ أس أس". كان "كوغون" على علاقة بطبيب التيفوئيد
وراودته فكرة لانقاذ ثلاثة منا على الأقل، وذلك بأن نسجل
في قسم المصابين بالتيفوئيد وننتظر حتى موت ثلاثة من
الفرنسيين لننتحل هوياتهم ونتخلص من تنفيذ حكم الإعدام،
وهنا خاطر الذين ساعدونا بحياتهم. إن ذلك علامة كبيرة على
التضامن الذي كان يظهر في كثير من الشؤون اليومية في
المعتقل. كان المعتقلون يحاولون مساعدة بعضهم، فعندما كان
أحدهم مريضاً يحاول الآخر أن يأخذ عنه الأعمال الصعبة أو
يقيه منها. ما نفعني كثيراً هو أنني كنت أتحدث
الألمانية وأستطيع التحادث مع المعتقلين الألمان. أسمع
الأخبار في الإذاعة الألمانية وأنقلها إلى زملائي
الفرنسيين. ولكن في النهاية لا يستطيع المرء أن ينجو من
المعتقلات إلاّ إذا لم يكن مريضاً ويحتفظ بطاقة كافية
ليشجع نفسه وزملاءه على عدم فقدان الأمل.
س: ما
الذي أوصلك الى معسكرات الإعتقال؟
ج: في آذار 1944
أرسلت من لندن الى باريس في مهمة إستطلاعية، كانت مهمتي
إعادة توزيع مجموعات اللاسلكي بما يتلاءم مع الإنزال
الوشيك للحلفاء. كان لدينا بضعة عشرات من عاملي اللاسلكي
موزعين في أجزاء مختلفة من فرنسا، ومن خلالهم كنا نحصل
بشكل دائم على آخر المعلومات المتوافرة عن الوضع. واحدٌ من
عاملي اللاسلكي هؤلاء، والذي ينحدر من "ديجون" وتعرّف اليّ
في لندن، ألقي عليه القبض وجرى تعذيبه، ولأجل أن ينقذ
حياته كان عليه أن يقبل بملاقاتي في باريس. وهكذا ألقي
القبض عليّ من قبل "الغستابو". عموماً يمكن القول فقط
بأنني الألماني بالولادة الذي أصبح فرنسياً عام 1937 شاركت
في القتال أثناء الحرب كضابط. بعد هزيمة فرنسا هربت من
الإحتلال الألماني عبر شمال أفريقيا ووصلت الى لندن في
آذار 1941. هناك تعلمت مهنة مراقب جوي ثم نقلت الى أركان
الجنرال ديغول. وكضابط إستطلاع كانت مهمتي صيانة التواصل
مع مجموعات المقاومة في داخل فرنسا. لقد كنت على إتصال مع
كثير من الناس الذين كانوا يضعون حياتهم على كف عفريت مما
زاد تشوقي الى ان أكون مثلهم، وهكذا أرسلت في هذه المهمة.
أن يجري إعتقالي والحكم عليّ بالإعدام كجاسوس، فهذا أمرٌ
كنت مستعداً له، هكذا هي الحرب. وكوني رغم ذلك نجوت، فهذا
قبل كل شيء تقدير من القضاء..وقدر سعيد.
س: ما هي
المشاعر التي إعترتك عندما إنتهت الحرب؟ هل أنت ممن
يقولون: "نفضل الخبز الحاف، على أن لا تعود الحرب أبداً"؟
ج: لقد كنا على قناعة بأن هذه الحرب غير عادية، لقد
كانت حرباً وحشية وهمجية من طرف النازيين وكنا نقول
لأنفسنا بأن مثل هذه الحرب يجب أن لا تقع في المستقبل، لا
يجوز أن تكون هناك معسكرات إعتقال كالمعسكرات النازية، ولا
تحريض عنصري إو مطاردة لليهود، ولا لكل شيء شهدناه ومثّل
لنا فظائع. لقد كان ذلك ليس كما بعد الحرب العالمية
الأولى، عندما أراد المدافعون عن السلام جعل الحرب غير
ممكنة على الإطلاق. بعد الحرب الثانية كان الأمر مختلفاً
بعض الشيء. أصبح ما يعنينا قبل كل شيء هو منع الشمولية.
لقد قدرنا الروس تقديراً عالياً، لأننا في نهاية الأمر
حررنا على أيديهم أكثر مماحررنا على يد الأمريكان، ولكن
رغم ذلك فان المرء يعرف أيضاً بأن النظام في روسيا كان
أبعد ما يكون عن الديمقراطية، ويعرف أيضاً بأن هناك
معسكرات إعتقال اسمها الـ "غولاغ". نحن الذين أتينا من
صلب الكفاح والمقاومة حلمنا بعالم بلا معسكرات إعتقال ولا
قنابل ذرية، عالم بلا إمبريالية وبلا خروق ضد حقوق
الإنسان، وعليه كان يحدونا الأمل بأن نحقق في الأمم
المتحدة كل ما لم تستطع تحقيقه عصبة الأمم السابقة. لذلك
كان بالنسبة لي شخصياً رد إعتبار كبير حصولي على عمل في
الأمم المتحدة في نيويورك، وذلك بعد عشرة أشهر فقط على
تحريري من الأسر النازي.
س: ما هي المهام التي لديك
هناك؟
ج: لقد عينت مستشاراً للفرنسي هنري لاوجيه،
الذي كان نائباً للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون
الإجتماعية وحقوق الإنسان. عندنا جرى تحضير الإعلان
العالمي لحقوق الإنسان، إضافةً الى ذلك يأتي تأسيس منظمات
الأمم المتحدة الخاصة مثل منظمة الصحة العالمية واليونسكو.
لقد كان رائعاً جداً بالنسبة لي أن أعايش السنوات الأولى
من تأسيس ونمو الأمم المتحدة. كان غالبية زملائي ورفاقي
ممن عادوا للتو من الحرب وكانوا مندفعين جداً. كانوا
يريدون حقاً أن تنجز هذه المنظمة ما لم تستطعه عصبة الأمم.
س: وكيف تغير ذلك مع بداية الحرب الباردة؟ هل كان ذلك
نهاية الأمل بتعايش الشعوب بسلام؟
ج: أول الأمر كان
بالنسبة لي رائعاً أن أرى كيف تعاون الغرب والشرق حتى عامي
47 - 1948 . لقد أراد المعسكران اللذان خرجا من الحرب
منتصرين بناء عالم يسوده السلام. عالم موسوم بمبادىء
الطرفين. فعلى سبيل المثال إحتوى إعلان حقوق الإنسان
حقوقاً مدنية وإجتماعية وإقتصادية. كنا نشعر أن الحقوق
الإجتماعية والإقتصادية أدخلت على وجه الخصوص من الروس قبل
غيرهم، أمّا الحقوق المدنية فكانت من الأمريكان أكثر من
غيرهم. بالنسبة لنا كانت النتيجة هي الأهم، وعلى مدى بضع
سنوات كان لدينا الأمل بأن يستطيع المعسكران التعاون، لكن
الحرب الكورية أنهت هذا الأمل فيما بعد. س: في السنوات
اللاحقة عملت كثيراً من أجل مساعدات التنمية. هل ترى أن
الخلاف بين الشمال والجنوب، بين الدول الغنية والدول
الفقيرة يشكل السبب الأهم في إندلاع الحروب والإضطرابات في
العالم؟
ج: يمكن القول بأن إهتمامي في مجال حقوق
الإنسان ليس منصباً على الحقوق المدنية والسياسية وحدها،
بل أيضاً على الظلم في المجالات الإقتصادية والإجتماعية،
والذي يجب أن نكافحه. وبما أن المساعدات التي تقدمها الدول
الغنية الى الدول الفقيرة تافهة، فانه أمر يدفعني دائماً
الى الإحتجاج والعمل من أجل تغيير ذلك بالتعاون مع أصدقاء
وزملاء من بلدان أخرى لديهم نفس التوجه. عندما أعلن
الأمين العام كوفي عنان أهداف الألفية الثالثة، كنا وضعنا
بينها كل شيء يمكن للمرء أن يتمناه: إزالة الفقر، العدالة،
الصحة للجميع... الخ. ولكن كي نضع ذلك موضع التطبيق فاننا
نحتاج الى الكثير من الوسائل والعمل، فبوجهنا تقف الأنانية
وحب الذات والطموح الى السلطة والربح. يوماً بعد يوم يصبح
الوضع الإقتصادي غير عادل. الأغنياء دائماً في تزايد
والفقراء دائماً في تزايد. الوعود بتقديم نسبة 1% من الدخل
القومي كمساعدات تنمية لم تتحقق، بل لم يتحقق ولا حتى نسبة
0,7 التي هي الحد الأدنى للهدف. في الواقع إن مساعدات
التنمية التي تقدمها الدول الغنية لا يصل إلاّ الى نسبة
0,23 كمعدل وسطي. الكثير من الدول الفقيرة تدفع اليوم
فوائد قروض أكثر مما تتلقاه من مساعدات تنمية. لقد
إقترحت قبل عشرين عاماً إعفاء الدول النامية من ديونها،
ولكن البنوك تعيق ذلك في كل الأحوال. بعد أزمة البترول
عامي 74-1975 كان هنالك الكثير من الدولارات معروضة
للإقراض، بحيث دفعت الدول رسمياً للإقتراض كثيراً.
س: كيف ترى إنهيار الإتحاد السوفياتي والمعسكر الإشتراكي
وبالتالي إنهيار توازن الرعب الذي أعاق، ولسنوات طويلة،
حرباً جديدة؟ ألم يصبح العالم منذ ذلك الحين مرّة أخرى غير
مستقر والسلام مهدداً؟
ج: يمكن القول، وبلا شك، أن
ما فعله ميخائيل غورباتشوف كان خطوة رائعة. كنا نرى أن
الشيوعية نوع من أنواع الشمولية وإحدى المخاطر على الشعوب
الحرّة. عندما كانت تندلع مقاومة ضد هذا النوع من الأنظمة
كما في هنغاريا وبولونيا عام 1956 وفي تشيكوسلوفاكيا عام
1968 كنا نقول للأسف إن الجيش السوفياتي ما زال قوياً جداً
وإن الوضع ربما لا يتغير أبداً، لأنه كي يتغير، فالمسألة
تحتاج الى حرب وذلك غير ممكن بسبب توازن الرعب. ولكن عندما
إنهار كل شيء بسرعة نوعاً ما، جددنا الأمل بامكانية
التعاون مع الدول الشرقية، وذلك ماظهر خلال حرب العراق عام
1991. لقد استطاعت الأمم المتحدة أن تستند من جديد على
الدول المهمة التي كانت متفقة على التدخل عندما تقتضي
الضرورة ، وهذا ما حصل بعد غزو الكويت. حينذاك لم يكن
الأمر كما كان في السابق عندما يقول طرف نعم يقول الطرف
الآخر لا. ولكن الأمر لم يدم طويلاً، بسرعة شعر الأمريكان
بأنهم الآن لا يخشون أحداً وإنهم يستطيعون فرض سياساتهم
على الأمم المتحدة وعلى المجتمع الدولي. وهذا هو الصراع
الجديد الآن.
س: تحت هذه الظروف كيف ترى مستقبل
الأمم المتحدة؟ هل ستكون مستقبلاً في وضع يسمح لها بمنع
الصراعات الدولية او تسويتها؟
ج: لا بديل عن الأمم
المتحدة، نحن بحاجة إليها، ولكن قبل كل شيء نحن بحاجة الى
منظمة قوية جداً وإلاّ فإننا سنكون بالكامل عرضةً للسياسة
الأمريكية. في الأصل كان الأمريكيون وخصوصاً الرئيس روزفلت
هم الذين أرادوا الأمم المتحدة لكي يجري التعاون عبرها بين
الأنظمة المختلفة. الولايات المتحدة طالبت فيما بعد،
وبشدة، بتصفية الإستعمار الكولونيالي فكانت النتيجة أنه
الآن في الأمم المتحدة ليس 50 ولا 60 أو 100 بل 191 دولة.
وكون الدول الديمقراطية بين الدول الأعضاء أقلية، فان
الولايات المتحدة تتخذ ذلك حجة لتضع نفسها فوق قرارات
الأمم المتحدة. أنا وأصدقائي نأمل كثيراً بأن تكون
الذكرى الستين لميثاق الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من
حزيران وإجتماع الجمعية العمومية الستين في أيلول هذا
العام مناسبة للتمعن المشترك بالمشاكل الكبيرة والإمساك
بها. وتلك هي: الإرهاب- ليس بالمعنى الذي شهدناه في 11
أيلول فقط، بل أيضاً الإرهاب الذي تسببه المافيا والإجرام
الدولي- كذلك المخدرات، الأيدز، إنعدام العدالة
الإقتصادية، وأيضاً الخطر الماثل بعدم قدرة كوكب الأرض على
تحمل الإساءات. كل ذلك، فضلاً عن الحرب والسلام، تحديات
قوية لا يمكن مواجهتها إلاّ بالتعاون الدولي.
س: ما
هي آمالك بالنسبة لأوروبا؟ مع الإستفتاء في فرنسا هنالك
الكثير يتأرجح في كفة الميزان.
ج: كنت دائماً
أوروبياً بلا تردد، ولحسن الحظ فقد تمكنا منذ نهاية الحرب
أن نتجنب الصراعات بين الدول الأوروبية، بغض النظر عما جرى
في يوغوسلافيا السابقة. نحن في الإتحاد الأوروبي تقدمنا
الى الأمام كثيراً بالرغم من أننا ما زلنا نرغب بتوافق
أكبر. أعتقد ان الدستور الأوروبي خطوة في الإتجاه الصحيح.
يمكن ان يقال ضده الكثير ويمكن ان تنتقد فقرات معينة، ولكن
المسألة الهامة هي أننا عندما نقبل الدستور الأوروبي فانه
على الأقل سيكون لنا وزير خارجية واحداً أو مستشاراً
أوروبياً واحداً. أوروبا ستصبح أكثر شفافية وأقوى تأثيراً
وذلك مهم بالنسبة لنفوذها ودورها كقدوة في العالم، إذ هنا
في النهاية سياسة إجتماعية، وتأمين لحقوق المواطنين فرضا
نفسيهما. ينبغي علينا أن ننقل الرسالة التي تقول بأنه مع
الإحترام المتبادل يمكن التعاون رغم ما حمله الماضي من
عداوة.
س: أنت تتعاطى ليس فقط مع القضايا الكبرى في
العالم وإنما تسعى لمعالجة قضايا أخرى مثل قضية المهاجرين
غير الشرعيين في فرنسا. ما الذي يدفعك الى ذلك، هل هي
تجربتك في التضامن الإنساني؟
ج: صحيح جداً، لعلي
أقول انها رغبة عامة في مزيد من الإنسانية، فأنا أشترك في
ذلك مع الكثير من الناس، إنه ليس شيئاً خاصاً بي. وربما
يعود الأمر لأنني، كألماني أصبح فيما بعد فرنسياً وكان في
الحرب، أشعر بشكل خاص بانعدام العدالة وبالظلم. لذلك فانني
أحاول معرفة الخلفيات ومكافحة المسببات، حتى وان لم يكن
لديّ أمل كبير ببلوغ أشياء مهمة. وحيث يكون لاسمي ولقبي
كسفير وزن وقيمة، بكل سرور، أقدم مساهمتي. السعي من أجل
هدف نبيل، حتى وإن لم يتيسر لك تحقيق ذلك الهدف بسرعة،
أعتبره متعة الحياة. أنا أقول دائماً للشباب بان أفضل شيء
يمكن ان يفعله الانسان في حياته هو ان يسعى من أجل
قناعاته. بالنسبة للأفارقة هنا في فرنسا الذي أصبحوا غير
شرعيين بسبب تغييرات في القوانين يجب ان نجد لهم حلاً
عملياً وإنسانياً، دون أن نعطي لأحد إشارة خاطئة. إن
فرنسا، وهذا بديهي، لا تستطيع أن تتحمل كل بؤس العالم.
إهتماماتي السياسية والأخلاقية تسير دائماً في هذا
الإتجاه: الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، ولن أحيد عن
هذا حتى آخر يوم في حياتي، فعندما أشعر بأن شيئاً ما في
هذا المجال قد تحقق، فانه أجمل شيء يمكن ان يحدث لي.
|
|
|