|
|
ستون عاما على نهاية الحرب
العالمية الثانية:
تقسيم النفوذ بدلاً من السلام
العالمي
"تورغاور تسايتنغ" السويسرية بقلم:
رولاند لوش- برلين ترجمة: جواد الساعدي
الإنتصار
على ألمانيا لم يثمر سلاماً عالمياً. صراع المصالح بين
المنتصرين أفضى الى الحرب الباردة. في المؤتمر الأخير
الذي انعقد قبل إستسلام ألمانيا أكدّ الرئيس الأميركي
فرانكلين روزفلت لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل
وللدكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين مرّة أخرى الهدف الأول
لتحالفهم: "إن تحطيم العسكرتارية الألمانية وتحطيم النازية
هو غايتنا التي لا ترد حتى نكون على ثقة بأنه لم يعد بوسع
ألمانيا تهديد السلام العالمي". ولقد تمكنوا بالفعل من
ذلك، لكنه بدلاً من نظام عالمي سلمي جديد كما ارادوه وسعوا
إليه في شباط 1945 في يالطا، أطلت علينا الحرب الباردة.
فقط بعد بضعة أيام من إستسلام ألمانيا أبرق تشرتشل لخليفة
روزفلت هاري ترومان يقول: "الأوضاع في أوروبا تقلقني
كثيراً". لقد تجاهل ستالين قرارات يالطا وحاول أن يخضع
دول شرق أوروبا المحتلة للسيطرة الشيوعية. أضاف تشرتشل
في برقيته: "إن ستاراً حديدياً ينسدل أمام الجبهة".
إصطدام مصالح المنتصرين
في البدء كان المنتصرون
متفقين على كيفية التعامل مع العدو المهزوم، في آب 1945
اتفق الثلاثة- لم تكن فرنسا قد جلست على الطاولة بعد- في
مؤتمر بوتسدام على تجريد ألمانيا صناعياً وتخليصها من
التأثير النازي، كما اتفقوا انه على ألمانيا أن تدفع
تعويضات حرب للدول المعتدى عليها. ولكن كلما إقترب
الأمر من التطبيق، كانت تصطدم بقوة مصالح ومعتقدات القوتين
العظميين؛ الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي.
الإتحاد السوفياتي قدّم معظم الضحايا في هذه الحرب، لذا
يريد ستالين الآن أن يؤمن السيادة السوفيتية بالضم ويوسّع
مجال السيطرة في وسط وجنوب شرق أوروبا. في بوتسدام وضع
ستالين الأمريكيين والبريطانيين أمام الأمر الواقع:
الإتحاد السوفيتي سيوسّع حدوده نحو الغرب، بولونيا ستعوض
عن تنازلها عن أراض في الشرق بمنحها إقليمي شليسن وبومرن
في الغرب، وسيُطرد المدنيون الألمان من هذين الإقليمين كما
من تشيكوسلوفاكيا ومن هنغاريا.
إعادة البناء بوجه
الشيوعية
نظراً لتوسع السيطرة السوفيتية في شرق
أوروبا غيرت الولايات المتحدة سياستها؛ فبدلاً من تفكيك
المصانع دفعوا الإقتصاد الألماني للنهوض وساعدوه للوقوف
مجدداً على قدميه. رسمياً، كان ينبغي ان يقرر شؤون كل
ألمانيا، مجلس مراقبة مكون من الحلفاء الأربعة يتخذ
قراراته بالإجماع. الرغبات الفرنسية والسوفيتية لتدويل
منطقة الرور الصناعية الواقعة تحت السيطرة البريطانية،
فشلت. في كانون الثاني 1947 دمج الأمريكيون
والبريطانيون المناطق التي يسيطرون عليها في منطقة واحدة
وجعلوا لها حكومة ألمانية مصغّرة متجاهلين الإحتجاجات
السوفيتية. في آذار 1947 أعلن ترومان مبدأ التصدي
للتوسع السوفياتي ونشر خطة مارشال لإعادة بناء أوروبا.
هكذا سحبت الولايات المتحدة البساط من تحت أرجل الشيوعية
في غرب أوروبا. بذرة أخرى للمعجزة الإقتصادية في الغرب
كانت خلال الحرب عام 1944 في مؤتمر بريتون وودز: أربعة
وأربعون دولة اتفقت على الدولار كعملة رئيسية مع ربطه
بأسعار الذهب وسعر صرف ثابت. تأسيس الأمم المتحدة كان
أيضاً تمّ الإتفاق عليه عام 1944 بين الولايات المتحدة،
بريطانيا، فرنسا، الإتحاد السوفياتي والصين. وكان من
المعلن ان الأمم المتحدة ستؤمن السلام العالمي، لكنه في
الواقع، وحتى يومنا هذا، لم يقدم المرء على ذلك، وما زال
الأعضاء المؤسسون الخمسة يتمتعون في مجلس الأمن بحق النقض.
|
|
|