Unpublished Translation

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

 

أزمة مياه خطيرة في العالم العربي

بالرغم من أن دول الخليج ليس لديها سوى القليل من إحتياطي الماء لكل شخص، فإن الحاجة الإستهلاكية مرتفعة بشكل كبير جداً. الخبراء الألمان والعرب يبحثون عن حل.

بينما تحيط مياه الخليج المالحة وغير الصالحة للشرب جزيرة البحرين من كل جانب، فإن الصخور الكلسية التي تتكون منها الجزيرة تعوم على بحر من المياه الجوفية. لكن الأمر لايبعث على الأطمئنان حيث يستهلك من الماء يومياً مايعادل أكثر من 500 لتر لكل شخص، وذلك يزيد على المعدل الوسطي للإستهلاك في أوروبا بثلاث مرات. 90 % من حاجات السكان للمياه تعتمد على المياه الجوفية، أما العشرة الباقية فتغطيها منذ العام 1975 منشآت التصفية ومنشآت تحلية مياه البحر.

وفي الكويت فإن الماء أثمن من البترول، حيث تخزن البلاد مياه البحر المحلاة في أبراج خاصة مخططة باللونين الأبيض والأزرق. أما المياه الجوفية فهي مهددة في أماكن عديدة بسموم بحيرات النفط، فهنالك أكثر من 50 كيلومتراً مربعاً من الصحراء الكويتية مصابة بالتلوث. بحيرات النفط هذه هي من مخلفات حرب الخليج الثانية ويجري الآن إزالتها شيئاً فشيئاً.

في الإمارات العربية المتحدة يكاد يكون لتر الماء بثمن لتر البنزين، ولايوجد من يقتصد، فالإستهلاك هناك يعادل يومياً ما يقارب 800 لتر من الماء لكل شخص. لكن معظم الماء المستهلك لايسيل عبر حنفيات البيوت، إنما تستخدمه الشركات الزراعية في رش الحقول الجدباء. هكذا ترغم الدول الخليجية الصحراء على أن تنبت خضروات وفواكه. وبالرغم من أن الإمارات تستخدم دائما المزيد من مياه الصرف الصحي المكررة، فإنه منذ ثلاثين عاما يلاحظ إنخفاض مستوى سطح المياه الجوفية بمعدل متر واحد تقريبا كل عام، وعاجلاً أم آجلاً ستكون الإمدادات المائية مرتبطة بشكل جوهري بتحلية مياه البحر.

نقل التقنيات من ألمانيا

في السنوات العشرين المنصرمة استثمرت الدول الخليجية مايقارب الخمسين مليار دولار في تحلية مياه البحر.تشغل المملكة العربية السعودية الآن ما يناهز الـ 400 منشأة لهذا الغرض بينما تعمل في الأمارات العربية المتحدة حوالي مئة منشأة وفي الكويت ثلاثون تقريبا.ً لكن هذه المنشآت، ووفقاً لغرفة الصناعة والتجارة الألمانية، أصبحت عتيقة. منشآت التصفية المنهكة تسمح بتسرب مياه الصرف الصحي إلى المياه الجوفية كما يقول "مانفريد روثجنجر" مدير فرع غرفة التجارة الخارجية الألمانية في المملكة العربية السعودية. صفقات بالمليارات تلوح لرجال الأعمال والمؤسسات الألمانية في إطار التجديدات الملحة والعاجلة لأمدادات المياه في الدول العربية.
التقنيات والخبرات الألمانية تتمتع بسمعة طيبة في العالم العربي: " نود أن نستمع من الألمان لحل ٍ لأزمة المياه في منطقة الخليج" قال محمد قنبر، ممثل وزارة المياه البحرينية الذي شارك في المؤتمر العربي- الألماني الأول حول المياه في هانوفر الصيف الماضي، كذلك حسين إبراهيم وهو مهندس في منشآت مياه برلين، مقتنع بأنه يمكن بالطرق الألمانية التغلب على مشكلة المياه في منطقة الخليج.

سوق متسعة
شركة المياه في هيرتن من مقاطعة نوردهاين- فيستفالن لديها إختراع مميز في هذا المجال، فهي تقدم أجهزة لتقطير المياه من رطوبة الهواء، ووفقاً للتقديرات يحتوي الغلاف الجوي على كمية من المياه تزيد بحوالي عشر مرات عن كميات المياه المتوفرة في جميع أنهار الأرض.
فكرة إستغلال هذا الخزان جاءت مصادفة، التقنية المستخدمة كانت معدة بالأساس لكي تستخدم لتبريد الهواء في الصناعات التعدينية. تكثيف الماء واستخلاصه كان مسألة ثانوية ناتجة عن الأستخدام، لكنه الآن أصبح مسألة رئيسية، وقد بدأت أول منشأة تستخدم هذه التقنية عملها منذ الصيف الماضي في الأمارات العربية المتحدة، حيث ترتفع هناك رطوبة الجو في الصيف الى حد بعيد. الصفقات في إطار إستخلاص الماء من الهواء تجري بشكل جيد والخبراء يتوقعون أن تتسع سوق الماء عالمياً من 287 مليار دولار حالياً إلى 413 مليار دولار في عام 2010.
ولا تقتصر السوق على نقل التقنيات، بل نقل المعرفة أيضاً في عملية إدارة المياه لكي يؤسس لتعامل صحيح مع مصادره المختلفة.
" الشركاء الألمان عليهم القيام هنا بمساهمة مهمة، ألا وهي نقل المعرفة للعرب في كيفية التعامل مع المياه" يقول المهندس حسين إبراهيم. وفي نهاية الأمر فإن كيفية تعامل الأنسان مع المياه تحدده الكثير من العوامل والتأثيرات الحضارية.

علاء الدين سرحان / دويتشة فيللة
ترجمة: جواد الساعدي

 

 

 

Home  
About him  
Deklaration  
Translation  
Articles
Poetry  
Drama  
News  
Contact  
   
   
 

 

 

 

 

 
 

Copyright©2009-2022 all rights reserved. Designed and created by Jawad El-Saidi