Unpublished Translation

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

حوار مع الخبير بقضايا "الجهاد الأسلامي" في أوروبا بيتر نيسر*

أوروبا على رأس قائمة الأهداف

حوار: بيير هويمان
ترجمة: جواد الساعدي
عن: فَيْلت فَوخّة (إسبوع العالم) السويسرية

بعد تفجيرات لندن ومدريد أصبح من المؤكد أن على فرنسا وألمانيا أن تحترسا كثيراً، وحتى لو جرى حل صراع الشرق الأوسط فأنه ليس من المحتمل ان تخف رغبة القتل عند الإسلاميين، كما يقول الخبير بقضايا الجهاد الأسلامي بيتر نيسر:

فيلت فوخة: السيد نيسر، لماذا يهاجم إرهابيو الجهاد أهدافاً في أوروبا؟

نيسر: في كثير من الحالات التي قمنا بدراستها يتعلق الأمر لجهة الفاعلين بأناس محبطين واجهوا عنصرية في أوروبا بسبب أصولهم التي يتحدرون منها، وبالرغم من أنهم يقدمون شهادات دراسية جيدة فإنهم لم يحصلوا على فرصة في سوق العمل، لكن الإحباط الشخصي ليس هو الدافع الرئيسي للإرهاب.

فيلت فوخة: بل.....؟

نيسر: الجهاديون يريدون قيادة حرب ضد الأعداء الذين يهاجمون الإسلام والمسلمين

فيلت فوخة: يعنى لا يتبعون برنامجاً شخصياً؟

نيسر: كلا، أو الأفضل أن نقول ليس برنامجا شخصياً وحسب، قادتهم الأكثر أهمية يتمتعون بإلمام عقائدي واسع جداً ويفكرون بطريقة سياسية. وبالتناغم مع فكر القاعدة يربطون إحتلال فلسطين، مساعدة فرنسا للنظام الجزائري، العمليات الروسية في الشيشان أو حرب العراق مع قضايا أوروبية إقليمية، بالأحرى كل الأحداث التي يفسرونها حرباً عالمية ضد الإسلام. الدافع المهم يتكشف بالجهاد العالمي ضد الولايات المتحدة وحلفائها.

فيلت فوخة: برأيك هل سيزداد عدد الهجمات في أوروبا؟

نيسر: الهجمات الإرهابية الأخيرة في لندن وقبلها في مدريد كشفت بأن الجهاديين في أوروبا يسعون إلى تنفيذ هجمات توقع أكبر عدد من الضحايا. في مدريد قتل في 11 آذار 2004 191 مدنياً وجرح 1500 آخرين جراح قسم منهم خطيرة، والإرهابيون يقصدون ذلك بكل جدية، لاشك لدينا في ذلك.
منذ عام 2000 وحتى الآن إستطاعت قوى الأمن الأوروبية إحباط 15 هجوماً إرهابياً على الأقل وربما حتى ثلاثين، ولو وقعت هذه الهجمات لأدت إلى سقوط أعداد كبيرة جداً من الضحايا. محفزات الجهاديين تصاعدت بعد غزو إفغانستان والعراق، ومنذ أن هدد أيمن الظواهري فرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى فإن أوروبا تقف على رأس القائمة لديهم.

فيلت فوخة: هل القاعدة الآن تنظيم أم مجرد عقيدة؟

نيسر: تكوين القاعدة يشمل العنصرين معاً، فمن جهة يتعلق الأمر بمجموعة منظمة بشكل جيد، ومن جهة أخرى فإنها عقيدة أيضاً، تتعاطف معها المجموعات المتطرفة الأخرى.أما بالنسبة للجهاديين في أوروبا فإنهم مجموعات إما تستوحي نشاطاتها ببساطة من القاعدة أو مرتبطة معها برباط بسيط.

فيلت فوخة: وما الذي تعرفونه عن منفذي اعتداءات مدريد؟

نيسر: لم نعرف بعد من كان العقل المدبر لتلك الهجمات. لا توجد معلومات قاطعة تجعلنا نستنتج فيما إذا كانت التوجيهات جاءت من قيادة القاعدة أم أن الأمر يتعلق بمتعاطفين خططوا للهجوم الإرهابي ونفذوه. ماهو معروف لدينا محرض الخلية فقط، رجل إسمه عبد المجيد الفخت التونسي، كان جمع حوله مجموعة من الشباب المسلمين في أحد جوامع مدريد، وفي تشرين الثاني 2003 أسس منهم خلية كونت حلقة دراسية فسرت القرآن بشكل مغاير إلى درجة أنهم سرعان ما منعوا من الدخول الى الجامع مما اضطرهم إلى تأسيس جامع سري في موقف للسيارات فصار ملتقاهم الجديد هناك.

فيلت فوخة: ولكن ثمة خطوة أخرى بين دراسة القرآن وشن الهجمات

نحن نعتقد أن للحلقة الدراسية شخص محفز وهو ربما يكون نفسه الذي يجري البحث عنه بسبب هجمات لندن: مصطفى ناصر، المعروف بإسم أبومصعب السوري.

فيلت فوخة: ما الذي تعرفونه عن أبو مصعب السوري؟

نيسر: ينحدر من سوريا، إضطر إلى مغادرة بلاده في الثمانينات لأنه كان ناشطاً في حركة الإخوان المسلمين المتطرفة. فيما بعد أدار معسكراً لتدريب الإرهابيين في إفغانستان. في عام 1987 إستقر في مدريد وحصل على الجنسية الإسبانية بعد أن تزوج من إسبانيّة. أهمية أبو مصعب السوري أنه يتمتع بعلاقات قوية جداً مع الدائرة الضيقة لقيادة القاعدة، ولكن هل مازال الأمر كذلك الآن؟ هذا مانجهله.

فيلت فوخة: كيف تبدو إذاً الصورة المثالية للإرهابيين؟

نيسر: إنهم ينحدرون إما من عوائل جاء الجد أو الأب فيها من شمال أفريقيا إلى أوروبا، وإما هم مهاجرون شرعيون أو غير شرعيين تعرضوا للملاحقة من الأنظمة في بلادهم، ونادراً ما نجد من بينهم أوروبيين تحولوا حديثاً إلى الإسلام. وبين كل هؤلاء يوجد مجرمون ومدمنو مخدرات، ولكن هناك أيضاً موهوبون ورجال متعلمون على أفضل وجه، يوائمون مظهرهم الخارجي مع الطراز الغربي ويتأقلمون مع المجتمع الأوروبي بشكل جيد. قلة من الجهاديين في أوروبا يتماثلون مع القالب أو الصيغة التي يرسمها الأصوليون الأسلاميون لأنفسهم.

فيلت فوخة: رجل بلحية طويلة في ملابس إسلامية تقليدية، لا يشرب الكحول وليس لديه صديقة
نيسر: بالضبط، ولذلك فإنه بعد الهجوم الإرهابي غالباً لايستطيع الأصدقاء والأقارب أن يصدقوا بأن صديقهم أو إبنهم كان مجاهداً

فيلت فوخة: هل تجند الغالبية منهم في أوروبا؟

نيسر: نعم، والنماذج المثالية من بين المرشحين يمثلها المهاجرون الشباب المنفرون من المجتمع الأوروبي وينحدرون من شمال أفريقيا أو من بلدان الشرق الأوسط والذين يجددون إسلامهم في أوروبا ويبحثون من تلقاء أنفسهم عمّا يقربهم من الفكر الإسلامي المتطرف، فهم يذهبون إلى جوامع روادها متطرفون أو يلتحقون بمجموعات متطرفة أو يتعرفون على بعضهم في السجون. التجنيد لا يدار من فوق إنما يحصل وفقاً لمبدأ " صديق يجلب آخر"
في نوادي المهاجرين ، في المقاهي أو في الجوامع تعرض لهؤلاء "المهتدين" أفلام عن فظاعات يرتكبها الغرب بحق المسلمين، كما يشاهدون تسجيلات فيديو يستمعون خلالها إلى كلمات نارية ضد الغرب يلقيها شيوخ مشهورون، وهكذا يجد مرشح الأرهاب نفسه سريعاً في بيئة منعزلة تنشأ خلالها مجموعة حركية تنفصل عن محيطها السابق.

فيلت فوخة: مما يسهل عملية غسل الدماغ هذه

وهنا يلعب المحاربون القدامى في إفغانستان، الذين جاهدوا ضد الإتحاد السوفياتي، دوراً هاماً. هؤلاء يدلّونهم على الطريق ويشرحون لهم كيف يصبح المسلم مجاهداً، يدعون الشباب إلى مقاومة "أعداء الإسلام" والتوجه إلى معسكرات التدريب في باكستان، إفغانستان، الشيشان أو في كشمير.
فيلت فوخة: أصبح من المعروف أن لندن هي المركز الأوروبي للإسلام المتطرف، من هم أهم الجهاديين هناك؟

نيسر: في لندن يعيش الآلاف من المسلمين الأصوليين الذين يتبعون التفسير الحرفي للقرآن، يتحدثون بطريقة جهادية ولكنه من النادر أن تكون لهم إرتباطات مع مجاهدين نشطاء.

فيلت فوخة: ومن يقف على قمة النشطاء المتطرفين؟

نيسر: في الحركة الجهادية لعلي أشير في المقام الأول لرجل الدين المتطرف أبوقتادة، فهو الشخص الأهم في شبكة القاعدة في أوروبا ويقود مجموعة التوحيد العدوانية المتطرفة، كما يعتبر قائداً دينياً للكثير من المجموعات الجهادية في أوروبا وفي أجزاء أخرى من العالم، وهو أيضاً محط إحترام أولئك الذين خططوا قبل ثلاث سنوات لهجوم إرهابي ضد أهداف يهودية في ألمانيا وموضع تقدير خلية هامبورغ ومرتكبي تفجيرات مدريد ويقال أن له صلات كانت معهم ومع منفذي هجمات نيويورك وباريس.
من أصحاب النفوذ والمؤثرين أيضاً أبو حمزة المصري، قائد مجموعة انصار الشريعة التي تريد تطبيق القوانين الإسلامية. وفي المرتبة الثالثة يأتي الشيخ المتطرف عمر بكري الذي يريد أن يقيم دولة إسلامية في بريطانيا.

فيلت فوخة: رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يعتقد بأن حل الصراع في الشرق الأوسط سيؤدي إلى خفض التهديدات الإرهابية؟

نيسر: إن حلاً سياسياً للصراع ربما يجعل تجنيد الجهاديين أمراً صعباً، لكنه بهذا يمكن غلق حجة واحدة فقط من بين الكثير من الحجج التي تبرر الإرهاب من وجهة نظر الإسلاميين.

--------------------

* بيتر نيسر: 32 عاماً، عالم سياسة ومستشرق يعمل في مشروع الإسلام الراديكالي عابر الأمم التابع لمعهد البحوث النرويجي لشؤون الدفاع وهو متخصص بحركة الجهاد في أوروبا

 

 

 

Home  
About him  
Deklaration  
Translation  
Articles
Poetry  
Drama  
News  
Contact  
   
   
 

 

 

 

 

 
 

Copyright©2009-2022 all rights reserved. Designed and created by Jawad El-Saidi