|
|
الأصولية الإسرائيلية
بقلم:الكاتب السويسري دانييل
كانزفريد
عن الألمانية: ترجمة جواد الساعدي
عندما
ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون في الثلاثين من
نوفمبر الماضي خطبته في نيويورك، دعا جميع اليهود في كل
أصقاع الأرض إلى الهجرة والإستيطان في إسرائيل، وهو بذلك
يريد، كما أفصح، أن يزيد عدد سكان اليهود فيها في عام 2002
فقط بأكثر من مليون.
رئيس الوزراء الإسرائيلي كان يعرف
عن ماذا يتحدث، فدولته أنشئت بعد "الكارثة الأوروبية"
لتكون موطناً لما تبقى من اليهود وأحفادهم، بينما يوجد
اليوم ما يقارب خمسة عشر مليون يهودي يعيشون خارج إسرائيل،
وكل واحد من هؤلاء يفترض أن يكون أحد السكان في تلك
البلاد، والأمر سواء أين يوجد، في فلاديفوستوك أو نيويورك،
في زيوريخ أو بريتوريا، فقط عليه أن يحصل على قبول أحبار
القدس به كيهودي، وهذا ما يجري في العادة بيسر وسهولة.
وهكذا فإن إسرائيل هي واحدة من آخر الكيانات العنصرية في
الأرض، بلاد تحدد فيها الجنسية على أساس عنصري، لذلك فإن
دولة اليهود ليس لها دستور ولا تعترف بحدود معينة نهائية
لها، وامتدادها من وجهة النظر الإسرائيلية يجب أن يكون مكاناً لكل ذرية أسباط يعقوب الإثني عشر.
هذا الإمتداد
بالنسبة لبعض اليهود هو من البحر المتوسط حتى مياه الفرات
في بابل، وللبعض الآخر حتى القدس أو يتجاوز ذلك إلى
الأردن، فالأمر يعتمد على ما يقدمه هذا الحبر أو ذاك لهذا
اليهودي أو ذاك من تفسيرات مختلفة لكتبهم المقدسة، ولكن
المبدأ العام السائد في إسرائيل هو: حيث يبلغ تواجد اليهود
على أرض التوراة، فهنالك دولة إسرائيل.
إن هذا الأمر
يعني أن حدود هذه الدولة تمتد حيث يتعلق الأمر بآخرين
وخصوصاً الفلسطينيين الذين هم موجودون على هذه الأرض قبل
قيام دولة إسرائيل عام 1948.
شارون يدق على وتر
المذابح، وكل مهاجر لديه هو محارب مرحب به لأن الفلسطينيين
يتكاثرون بسرعة، وبسرعة كبيرة.
إسرائيل هذه، من وجهة
نظري، لا يمكنها أبداً أن تعقد سلاماً حقيقياً مع جيرانها
العرب، والفلسطينيين منهم على وجه التحديد، اللهم إلاّ إذا
قيّض لها أن تنفصل عن تاريخها العنصري وتتخلى عن أصوليتها
لتصبح دولة حقيقية، دولة بحدود ودستور، دولة لمواطنيها
وليست لكل يهود العالم.
وإلى ذلك الحين تبقى إسرائيل
حالة عنصرية.
|
|
|
